أن التغيير الحاصل في نمط الحياة و بناء المدن الكبيرة،أدى الى الأزدياد النسبي للسكان و كثافة السكان و أن التغييرات الأقليمية و بعض ممارسات البشر مثل الأستفادة الفائضة من مصادر المياه الجوفية،ادى الى صعوبة في تأمين الماء و أكثر تعقيدا مما كان عليه في السابق. من جهة آخرى فأن الظواهر الطبيعية مثل السيول و امواج الحر و التصحر الناتج من التغييرات الأقليمية،قد ادى الى زعزعة المعادلات العادية و أن تأمين المياه الكافية قد واجه تحديات جدية. أن الأستفادة المتزايدة للمياه في الزراعة يدل على أنه يجب تحسین طريقة الأستفادة من المياه في المجال الزراعي بحيث أن تقليل 10 بالمائة في المياه في هذا المجال،يساوي اكثر من كل مياه الشرب في البلاد. فلذلك فأن الأستفادة من أساليب الأدارة و التقنية الحديثة في مجال الزراعة و الذي يؤدي الى التقليل من أستخدام المياه في الزراعة و الأستثمار المناسب للمياه،هو امر حیوی و ذات قيمة كبیرة للبلاد.

أن تأمين المستلزمات الأصلية للناس في أي دولة يكون امراً مكلفاً للحكومات. في ايران بعد أنتصار الثورة الأسلامية العظيمة،حصل تقدماً كثيراً في هذا المجال. أن حصول الشعب في المدن الأيرانية للمياه السالمة و الثابتة اصبح بنسبة 9/99 في المائة و في المناطق الريفية اصبح 5\82 بالمائة و هذه الأرقام تمثل اكثر من 14 و 19 بالمائة من النسبة المئوية العالمية. ولكن مع ذلك فأن أقل حرمان هو غير مناسب للنظام المقدس للجمهورية الأسلامية الأيرانية و على الجميع أن يسعى ليلاً و نهاراً لكي يرفع الحرمان في هذا المجال و يجب أن يحصل جميع الناس في بلادنا العزيزة و في كل نقطة على المياه العذبة و السالمة و الصحية و الثابتة و تكون جميع مصادر الطاقة و الأمكانيات في متناول الجميع و بصورة متساوية.

من جهة اخرى، توجد في العالم تقنيات مختلفة لزيادة الحصول على المياه و بالخصوص في المجال الزراعي. أن احدى المعجزات السهلة في هذا المجال هو"تنمية نظم معالجة المياه" و يسعي في هذه الطريقة الى تقوية مناعة النبتة لمقاومة التصحر بالأستفادة من التغييرات الفيزيائية و بدون اضافة اي محلول كميائي. و كذلك فأن في هذه التقنية يسعي للتقليل من الرسوبات و زيادة المواد المعدنية المذابة في المياه و زيادة كيفية المحصولات الزراعية و التقليل من مدت مرحلة التبرعم في النبات. تنمية هذا النظام في البلاد يستطيع أن يقلل أستخدام ألمياه في الزراعة الى 30 بالمائة و هذا الشكل من التقنيات من الوجهة الأستراتيجية له فوائد جمة و كثيرة.

في هذا المجال فأن المركز الأستراتيجيي للمياه و الطاقة و البيئة في جامعة ألامام الحسين عليه السلام المتكاملة قد جهدت خلال الأعوام السابقة الأهتمام بموضوع "المياه المعالجة" و بعد البحث و التحقيق في مصادر العالم الحالية اقدمت على تأسيس "مزرعة تجريبية للمياه المعالجة".

أن بحوث الباحثين في المركز في هذه المزرعة انتجت نتائج عجيبة جداً في تأثير هذه التقنية و نأمل من المسؤولين أن يدعموا هذا المشروع و أن یشارك القطاع الخاص فی مثل هذه المشاريع و الترويج له في البلاد فأن ذلك سيؤدي الى زيادة الأستفادة المستحسنة من مياه الزراعة و الأستفادة من نتائجه و تداعياته المهمة.

أن المركز الأستراتييجي للمياه و الطاقة و البيئة في جامعة الأمام الحسين عليه السلام المتكاملة قد تدخل في موضوع الحرمان المائي و في الخطوة الأولى أقام الأجتماعات و التعاملات العديدة مع شركة الماء و الصرف الصحي و المسؤولين على المياه و الصرف الصحي في جميع المحافظات و تمكن من احصاء "نظام مياه قرى البلاد" و أسس بنك المعلومات في هذا المجال و تتمكن هذه البحوث التي تم احصائها من قبل المركز،أن تدخل في سیاق ترسیم الميزانية العامة للدولة فی مجلس الشورى الأسلامي و كذلك تتمكن من احصاء النظم في مجال الحرمان المائي في جميع انحاء الدولة و لأجل محو هذا الحرمان، تم المتابعة و التعاون اللازم.

أضافة الى النشاطات الأستراتيجية المذكورة و متابعة الموضوع و التعاملات في المجال العلمي و الفني لمساعدة محو الحرمان،فقد تم اتخاذ التدابير اللازمة في هذا المجال و قد صممت و صنعت جامعة الأمام الحسين عليه السلام المتكاملة أجهزة متطورة لتصفية المياه و أنتاج المياه من رطوبة الجو و قد أرسلت هذه الأجهزة المتطورة حسب الأولويات ألى محافظات خوزستان،بوشهر و سيستان و بلوجستان و وضعت تحت تصرف الناس.

و نظرا للتغييرات الأقليمية و ظروف التصحر الموجود في البلاد فأن المركز المذكور في الحال الحاضر يتابع صناعة و تأمين و أرسال 200 جهاز متحرك لتحلية المياه و تصفية المياه و تقريباً 21 ألف صهرييج ثابت للمياه في اسرع وقت ممكن حتى يتمكن بحول الله و قوته و بفضل هذه الطريقة أن يساعد في حل مشاكل الناس العالقة.